Nach Genre filtern

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

604 - هند الإرياني : الواقعي العميق التعيس
0:00 / 0:00
1x
  • 604 - هند الإرياني : الواقعي العميق التعيس

    دائمًا ما يحكي كيف أن هذا العالم تحول لمكان بائس، ثم يرفق ذلك بمقولات كئيبة لنيتشه، ويأخذ السيجارة بطريقة تراجيدية، وينفخ الدخان، ويقول: "هذا العالم لم يعد صالحًا لأمثالي". ينام معظم يومه، ثم يصحو ليشرب القهوة، ويفتح تلفونه ليكتب كلمات منمقة عن قهوته، وصعوبة الحياة، يصوّر أيضًا أحد كتبه، ويختار الكتاب الذي يحمل عنوانًا معقدًا لكي يبدي لمتابعيه بأنه مثقف عميق، ولكي يتأكدوا من ذلك عليه أن يختار أكثر جملة معقدة في الكتاب، ويكتبها على صفحته في الفيسبوك لعل هذه الجملة تجعلهم يعرفون مدى عبقريته. 

    يرى الفقر شيئًا جميلًا، ودليلًا على أنه إنسان جيد، وليس سيئًا مثل هؤلاء الذين لوثوا أيديهم بالأموال. يتذكر بأن عليه أن ينظف غرفته التي لم ينظفها منذ شهر، ثم يتذكر أنه لم يستحم أيضًا منذ أيام، ثم يتذكر بأن ليس لديه إيجار الغرفة لهذا الشهر، ثم يقول لنفسه: "أمثالي لا يتم تقديرهم في هذا العالم البائس". يأخذ سيجارة أخرى، ويتذكر أن عليه أن يشتري علبة جديدة، فلم تتبق له الا سيجارتان.

     يفتح التويتر x، ويبحث عن "مساحة" ليتحدث فيها لعل وعسى أن يجد من سيفهم ماذا يقول، فجميعهم أغبياء في نظره، وهو فقط من يحمل كل الحقيقة. يفتح اليوتيوب، ويجد شبابًا مختلفين عنه، فيقول لنفسه: "ما هذا الذي يقولونه؟! إنهم يتحدثون عن الأكل الصحي والإيجابية يا لهذا الهراء، هؤلاء السذج الذين لا يفقهون شيئا في الحياة، النصّابون"، ثم يلمح بينهم شخصًا كان زميله في الجامعة، يتذكر مرة ثانية أن موعد الإيجار اقترب، يفكر قليلاً ربما عليه أن يتواصل معه، فكل من يعرفهم يرفضون إقراضه المال بسبب عجزه عن رده، يتحدث بصوت منخفض، وكأن هناك من يسمعه: "لنرى هل هذا الوغد الذي يكذب على الناس بكلماته الإيجابية سيثبت إيجابيته، ويساعد صديقه القديم". 

    يبحث عن اسم صديقه في الفيسبوك ويرسل له رسالة يقول فيها: "هل تتذكرني؟ أنا صديقك الذي كان الجميع يغار مني بسبب تفكيري المتقدم عن تفكيرهم، ولكنني أتذكر أنك كنت طالبًا مجتهدًا، ومختلفًا عنهم، علينا أن نلتقي قريبًا، فصديقك القديم يحتاجك في خدمة". يرسل الرسالة، ثم يعود لليوتيوب ليشاهد المزيد عن زميل المدرسة الذي تبدو عليه الصحة، والرخاء، ويعيش في بيت جميل، يلتفت حوله ليرى بيته المكدس بالأوساخ ثم يقول مشمئزًّا: " هذه الحياة ليست عادلة"

    Fri, 03 May 2024
  • 603 - جمانة حداد: طفح الكيل

    ماذا يقول فعلياً طلاب جامعة كولومبيا وسواها من الجامعات الأميركية الأخرى التي تشهد اعتصامات واحتجاجات متواصلة واسعة النطاق على ما يجري في فلسطين؟

    ثم ماذا يقولون حيال حملات القمع والاعتقالات والعنف والملاحقة ومحاولات الترهيب والإسكات، إن من جانب الإدارات أو من الشرطة؟

    هم يقولون، بكل بساطة، ما يجب أن يقوله العالم أجمع اليوم وبصوت واحد: لقد طفح الكيل. كيل الظلم، كيل الترهيب، كيل الجور، كيل الطغيان، كيل المجازر الجماعية، كيل قتل الأطفال والأبرياء، كيل الحرمان، كيل التشريد، كيل سرقة الأرزاق والأراضي والبيوت والأحلام، كيل المحاصرة، كيل التجويع...

    هؤلاء الطلاب، وبعض أساتذتهم أيضاً، يعلموننا درساً كبيراً في الشجاعة، في الثبات، في الكرامة، في الوقوف الى جانب الحق والعدالة والإنسانية في وجه البطش والتخويف وكمّ الأفواه. 

    يعلموننا أن القدر يصنعه البشر. شرف البشر. حفيظة البشر. قرف البشر. إرادة البشر. لقد تفجر نبع الغضب على الاستبداد والتحيّز، وما عاد يحتمل الضغط على فمه.

    هذا الذي يحصل هناك، يُشعرني بأن كراماتنا البشرية، كأفراد وشعوب عربية، تمسح بعضاً من عارها الكبير، هذا العار الذي يكتفي غالباً بالاستنكار والبيانات والكلمات التي لا تقدم ولا تؤخر. علما أن الصمت المهين هو تقريبا اللغة الوحيدة التي يعتصم بها العالم العربي، حيال ما يجري في فلسطين. 

    يا أيها الطلاب الشجعان، سلامي اليكم، سلامي الى غضبكم، سلامي الى الأمل الذي تعيدونه إلينا بأن ثمة ما لا يزال يستحق الحياة على هذا الكوكب، رغم كل التوحّش والبربرية والعنصرية والكراهية، رغم سيادة المال والمصالح، رغم هذه الجهنّم التي نعيشها منذ عقود.

    استمروا، استمروا، لعل عدواكم تصيب العميان والمتعامين، المخدرين والمتواطئين، الى أن يأتي يومٌ ننعم فيه جميعاً بالسلام والكرامة والحرية، في فلسطين، وفي لبنان، وفي كل أرضٍ يستولي عليها الظلم ويمارس أبشع أنواع العبوديات.

    Thu, 02 May 2024
  • 602 - عروب صبح: فعل الحلم.. محاولة تفسير

    هل يرتكب الناس فعل الحلم؟ 

    أم أنه فعل لا إرادي؟ 

    لماذا تسألين؟

    لم تأبه للسؤال وأكملت 

    نهارات كثيرة وليلة طويلة.. 

    تبدو ليلة مع أنها أيام وشهور وسنين..

    امتد فعل الحلم ولم يكن هناك أي موسيقى تصويرية سوى قرع طبول كطبول الحرب تعلو كلما اقترب خياله من نافذتها في ذلك الحلم الطويل الطويل..

    تتحرك الستارة..

    وإذا بها نسمة صيف ضلت طريقها 

    فتعود للحلم

     تمنته عاصفة هوجاء (منعشة) تحمل قلبها نحو قمر مل من فعل انتظارها 

    : أرأيت؟ ها هو قد عاد.. تغمز القمر بلؤم الدلال ثم تترك نفسها لعاصفة حبه المجنونة تحملها في كل مكان كانت تود لو مشت معه على أطراف طريقه.. الى كل زمان مضى ولم تكن عيناه نور أيامها..

    تطير مع ريح عاتية تحمل عطره 

    الى كل رصيف جلست ولم تجلس معه عليه في روما 

    وكل مقعد خشبي تمنت لو أنهما جلسا عليه في فيلا بورجيزي

    الى مشاوير على حافة المحيط في آخر الدنيا وخفقات خوف عند اقلاع الطائرة لا تهدئها سوى يده تمسك يدها 

    : لا لا أشعر بالجوع

    : بل أشعر بتخمة عجيبة 

    تشرب قهوة يحبها وتحبها لأجله على شرفة تطل على البوسفور..

    تستمع له يغني قصائد كتبها لها وضيعها آخر ساع بريد سلم حقيبته الجلدية مع ما تبقى فيها من رسائل.

    ويطير حمام الفجر فوق الفلوكة الصغيرة التي تتمرجح بهما على نهر النيل بينما محمد قنديل يغني من مذياع قديم.. يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل..

    : أين أنت؟

    : بقلبك

    : وانت؟

    أنظر حولك ماذا ترى؟

    : نسمة هواء رطبة ثقيلة.. بخار يتكاثف على العدسة، تصبح الرؤية صعبة

    : ما بال رياحك ساكنة لا ترد؟

    : مشغول؟

    ثقيل هو الوقت الذي يمضي دون أن تفهم لماذا لا يتحرك الهواء؟ يصبح التنفس صعباً 

    : معقول؟

    تكتب في دفترها 

    في المشاعر نحو من تحب عندما تجتاحك الأعاصير تبدو النسمة الرقيقة أمراً مؤذياً.

    كثيرا ما يكون فعل الحلم فعل تمني يجري بما لا تشتهي سفن الحقيقة .

    Wed, 01 May 2024
  • 601 - غادة عبد العال: طائفية 101

    مع كل حادثة طائفية، أو حدث يظهر فيه تعصب فئة لنفسها وتعديها على فئة أخرى فقط لأنها تختلف عنها في توجه ما، بيحيرني الأمر جدا، يمكن عشان أنا مش عايشة في الفقاعة اللي البعض بيخلقها حوالين نفسه ويقعد جواها يردد بتكرار هستيري: "أنا أفضل من الآخرين، أنا أفضل من الآخرين".

    فأنا أظن ان طول عمري كان عندي اقتناع مش عارفة اعتنقته إمتى: إن كلنا بنحاول بس مافيش حد عنده الحقيقة المطلقة. ماحدش يملك اليقين ولا عنده الأدوات عشان يحكم: مين أحسن دولة في العالم، مين أحسن حزب في الدولة، مين أصح مذهب ديني، ولا حتى مين أحسن فريق كرة قدم. وكان دايما بيبدوا لي التحزب حوالين فكرة ما أو التعصب حواليها، إلى الدرجة اللي بتخلي الشخص ينفر من المختلف معاه، ناهيك عن إنه يؤذيه أو يلحق بيه أو بممتلكاته الضرر، هي مش أكتر من كونها نوع من الحماقة..

    لكن للأسف الحمقى بيحيطون بينا في كل مكان، وكلنا مضطرين نعيش ونتعامل معاهم في المجتمعات المختلفة، يعني آه فعلا خناقة بناء الكنائس في مصر اللي بتتكرر كل كام سنة دي بتدور معظم الوقت في قرى الصعيد، لكن التعصب مش محدود بتوجه ولا مكان.

     يعني هتلاقي على الفيسبوك الشخص اللي بيقاطع شخص تاني عشان زملكاوي، في عمارتك هتلاقي طنط اللي بتمنع ولادها يلعبوا مع الولاد اللي في الدور الأول عشان مسيحيين، الموظف اللي بيرخم على واحدة بتخلص ورقها من عنده عشان مش محجبة، القومجي اللي بيبعت رسايل على جروب العيلة بتحذر من توظيف اللاجئين وبيدعوا لضرورة طردهم، والمثقف اللي بيرفض يقعد مع مثقفين تانيين جايين بتعبيره (من الفلاحين).

    ده غير الأحزاب الصغيرة اللي بتتكون جوه الأحزاب الكبيرة، زي إن معتنقي ديانة ما ما يكتفوش بالتعالي أو التضييق على أتباع ديانة تانية، بل إن الديانة نفسها مثلا أو القومية أو البلد بتتقسم لمذاهب وطرق وأشياع بيتعالوا ويتنافروا وأحيانا بيؤذوا بعضهم. خناقات السنة والشيعة، والكاثوليك والبروتوستنات، وخناقات سكان مدينة الرحاب ومدينتي مع بقية سكان القاهرة مثالا.

     

    أعود بالذاكرة للخلف كده وأحاول أوصل لأول ذكرى في حياتي أو أول مرة أتفاعل فيها بشكل مبدأي مع فكرة التعصب، يمكن كانت خناقة الأزرق للولاد والبينك للبنات اللي كنا بنتخانقها مع زمايلنا في حضانة لما حد فيهم يتجرأ ويمسك شنطة أو زمزمية فيها أي لون بينك ونعمل حزب ونكرهه فيها لحد ما يروح يعيط لأهله فيغيروها! 

    أو يمكن خناقة الكشافة والزهرات، ومين فيهم أشطر وحافظ أغاني أكتر وبيعرف يعمل عقد مختقلة بالحبال. 

     

    وطبعا لم يسلم الأمر من خناقة المسلمين والمسيحيين على إيد مدرسة الدين في أولى ابتدائي، اللي وهي بتشرحلنا تفسير الفاتحة، اللي هي بوابة الدين بالنسبة لنا، بتأكد بالمرة على إن (الضالين) دول هم أهالي زمايلنا اللي راحوا الفصل التاني مع مدرسة الدين التاني واللي هنرجع نلعب معاهم بعد شوية في الفسحة لكن وقتها لازم نفتكر كويس اننا ما نحكيلهومش اللي المدرسة قالته عنهم، ولا تأكيدها علينا إننا لازم ما نبدلش معاهم الساندوتشات، اللي هو بيكون أول درس في الطائفية 101 واللي بيذرع أول بذرة بتفضل تتسقي على مر السنين، بالتعصب اللي بيترعرع حوالينا في كل مكان! !

    Tue, 30 Apr 2024
  • 600 - سناء العاجي الحنفي: عن قرية الفواخر المصرية وغيرها

    كثيرا ما نسمع الناس حولنا يتحدثون عن التعايش في ديننا، وعن احترام معتقدات الآخرين وعن ثقافتنا المتسامحة...

    لكن، ماذا عن الحقيقة؟

    في قرية الفواخر في مصر، انتشار شائعة بناء كنيسة جديدة جعل المدينة تتحول لساحة حرب تحرق فيها بيوت المصريين الأقباط وتهدد سلامتهم وحياتهم من مصريين مثلهم؛ لكن هؤلاء المجرمين اعتبروا احتمال بناء كنيسة جديدة خطرا يهدد أمن البلاد والعباد. 

    لنتساءل: ماذا لو حدث العكس، في مصر أو في أي بلد في العالم؟ ألا يبنى كل يوم مسجد جديد في معظم مدن منطقتنا؟ وألا تبنى الكثير منها في بلدان غير ذات أغلبية مسلمة؟ ألا يتم التبرع لبناء المساجد بأريحية؟ 

    بل أكثر من ذلك، ألا يتم استعمال مكبرات الصوت للآذان، بينما يعيش بيننا من هم غير مسلمين؟ هل يمكننا تصور استعمال مكبرات الصوت في الكنائس؟ 

    ألا يتم التساهل، مجتمعيا، مع المصلين في صلاة الجمعة أو صلاة التراويح، حتى حين تقطع جموع المصلين الطريق؟

    ألا تعتبر الأعياد الدينية الإسلامية أيام عطلة رسمية في معظم البلدان ويتم التساهل المجتمعي مع السلوكيات الخاصة ليوم الجمعة باعتباره يوما خاصا في الثقافة الإسلامية؟ فهل يتم التعامل بنفس الشكل مع أعياد المسيحيين واليهود، ليس فقط في مصر بل أيضا في الأردن والمغرب وغيرها؟ 

    حين نطالب بأن تصبح أعيادنا الدينية عطلا رسمية في أوروبا مثلا، لأن أعداد المسلمين هناك في تزايد، هل نفكر في أعياد المسيحيين في بلداننا؟ 

    حين نطالب ببناء مساجد هناك، وهذا ما يحدث فعلا لأن للمسلمين مساجدهم في معظم المدن الأوروبية، هل نتعامل بالمثل؟

    أليس من حق أقباط مصر أن يمارسوا تدينهم بكل فرح وأن تكون أعيادهم رسمية وألا يجبر أبناؤهم على تعلم تعاليم الإسلام في المدارس العمومية وأن يبنوا كنائس جديدة إن لم تعد القديمة كافية لأعدادهم؟

    في المغرب أيضا، هناك عشرات الآلاف ممن اختاروا المسيحية كدين في السنوات الأخيرة، إضافة إلى عشرات الآلاف من المهاجرين من دول أخرى من قارتنا الإفريقية، ممن يدينون بالمسيحية.. هل يجرأ أحد على الحديث عن بناء كنائس جديدة؟ 

    ومع ذلك، فلا أحد منا يخجل ونحن نتحدث عن ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخرين...

    Mon, 29 Apr 2024
Weitere Folgen anzeigen