Filtrar por género

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

613 - هند الإرياني: صديقي البهائي في المعتقل
0:00 / 0:00
1x
  • 613 - هند الإرياني: صديقي البهائي في المعتقل

     "كل الرسل والأنبياء جاؤوا ليؤكدوا للبشرية أن الله خلق الإنسان، وأحبّه، وكرّمه، وفضّله على كل الخلائق، وأن المحبة الإنسانية هي جوهر كل الأديان دون أي تمييز بين البشر". كانت هذه التغريدة آخر تغريدة يكتبها صديقي البهائي عبدالله العلفي قبل اعتقاله في صنعاء من قبل الحوثيين بسبب اجتماع عقده مع بهائيين ليصلوا، ويقرؤوا كتبهم وأدعيتهم. 

    عبدالله العلفي، عرفته منذ سنوات طويلة، شابّا لطيفا مسالما جدًّا تغريداته دائما عن السلام، وأهمية أن يتعايش اليمنيون بينهم البين. يقف ضد الظلم، ويناصر المظلوم. في 2020 كنت أنا وهو نتابع خروج البهائيين الستة من المعتقل، والذي كان منهم من يواجه الإعدام، كنا نسهر للصباح، ونحن نتحدث عن الحلول، وكيف سنساهم في خروجهم، بكينا معًا، وضحكنا معًا عند إطلاق سراحهم. 

    عندما علمت بخبر اعتقال عبدالله قبل ما يقارب العام صدمت، وكنت أريد أن أكتب عنه خاصة أنه شخصية معروفة ومحبوبة، ولكن هناك من طلب مني عدم الكتابة عن سجين واحد. ورغم أنني أعلم، بحكم خبرتي من حملات سابقة، أن الكتابة عن شخص يعرفه الجميع هو ما سيجعلهم يتفاعلون مع القضية، وسيطلق سراحه ومن معه، ولكنني احترمت هذا الرأي، ولم أكتب. 

    عزيزي عبدالله سامحني لأنني لم أكتب عنك كثيرًا، ولكنني لم أرد أن أتسبب لك بضرر، ولكن اليوم قيل لي بأنني أستطيع أن أكتب عنك، فكتبت، ومهما كتبت، فلن أستطيع أن أعطيك حقك أيها الإنسان النبيل الطيب المحب الذي استطاع بكلماته التي تدعو اليمنيين للمحبة والسلام بأن يكسب قلوبنا جميعًا. عبدالله لم يقم بأي جريمة هو فقط مارس طقوسه الدينية، واجتمع مع من يؤمنون بما يؤمن به، وكانت النتيجة أنه خسر حريته، وترك زوجته، وابنه اللذين يحتاجان إليه. علينا جميعًا أن نطالب من يقولون بأنهم مؤمنون، ويخافون الله، وبأنهم ينصرون المظلومين بأن يطلقوا سراحه لأن ما يحدث ظلم كبير، و"الظلم ظلمات يوم القيامة".

    Fri, 17 May 2024
  • 612 - جمانة حداد: هذه الحياة الفخّ

    أمس، بينما كنت في أحد المقاهي، سمعتُ الصبية الجالسة الى الطاولة في جواري تعاتب والدتها الجالسة قبالتها، قائلة بحسرة: "لماذا خلقتني؟ أنا لم أطلب أن أولد! أنتِ جنيتِ عليّ!". طبعاً، كانت الفتاة تمرّ بمحنة عاطفية صعبة، ما دفعها الى التفكير في ذلك وقوله، لكنّ كلامها ذكّرني بمواقف كثيرة في حياتي تملّكتني خلالها التساؤلات نفسها. وأعرف أني لستُ الوحيدة.

    ترى لو كان للبشر أن يختاروا أن يولدوا مرة ثانية، ماذا كان ليكون خيارهم؟ كم منهم سيسارع الى قول نعم، وكم منهم سيقول لا؟ من وجهة نظري، قلة قليلة ستبادر الى اختيار عيش الحياة من جديد. الحياة مهنة متعبة في أحسن الأحوال. هذا واقع وليس شكوى. حتى ذوو الامتيازات يعرفون هذه الحقيقة، ويعترفون بها. فبين هموم الصحة، والمشكلات المالية، والأوجاع العاطفية، ومتاعب العمل، والضغوط الاجتماعية، والخوف من المجهول، من يتحلى بشجاعة إعادة الكرة والولادة من جديد، لو كان القرار بيده؟

    كنتُ أشتهي في ما مضى أن أعيش ما لا يحصى من الحيوات المتتالية، لكي أتمكن من فعل كل ما أحلم بفعله وإنجاز كل ما يعن على بالي إنجازه. ولكن أجدني الآن ألهث محاولة اللحاق بهذه الحياة الواحدة التي أعيشها، وبكل ما ترميه في وجهي، بل في وجوهنا جميعاً، من مآس وشكوك ومخاوف وعراقيل وهموم وأحزان. هذا وأنا مدركة تماماً أني محظوظة للغاية مقارنة بسواي. فماذا تقول مثلا الأمهات اللواتي يفقدن أطفالهنّ يومياً في فلسطين، أو الأولاد الذي يعثرون على أهلهم أشلاء، أو اؤلئك الذين لا يجدون سقفاً يأويهم، أو لقمة تسد جوعهم؟ اي حياة يعودون إليها بعد كل هذا الهول؟ رعب لا يفوقه رعب، وظلم لا يفوقه ظلم.

    الحياة فخّ: جميعنا نتغنّى بها، ولكن ابحثوا عميقا تجدوا ان لا احد يريدها حقا، واننا عالقون فيها فحسب. 

    العيش مهنة متعبة أجل، وهذا في أحسن الأحول. لأجل ذلك لن أولد من جديد. حياة واحدة تكفي، و"بزيادة".

    Thu, 16 May 2024
  • 611 - عروب صبح: من أين تبدأ بقراءة الحكاية؟

    في كتابه (رأيت رام الله) يقول الأديب والشاعر مريد البرغوثي 

    “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من (ثانيا)! نعم. هذا ما فعله رابين بكل بساطه. لقد أهمل الحديث عما جرى (أولا).

    ويكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى ينقلب العالم.

    يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى تصبح سهام الهنود الحمر هي المجرمة الأصيلة، وبنادق البيض هي الضحية الكاملة!

    يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى يصبح غضب السود على الرجل الأبيض هو الفعل الوحشي!

    يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى يصبح غاندي هو المسؤول عن مآسي البريطانيين! يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى يصبح الفيتنامي المحروق هو الذي أساء إلى إنسانية النابالم!

    وتصبح أغاني (فكتور هارا) هي العار وليس رصاص (بينوشيت) الذي حصد الآلاف في استاد سنتياغو!

    يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى تصبح ستي أم عطا هي المجرمة واريئيل شارون هو ضحيتها!"

    يمكن أن نعتبر هذا النص وصف دقيق لبعض ما تقوم فيه الهاسبارا، رأس حربة الدعاية للاحتلال والتي تعمل على توجيه الرأي العالمي ليس بالتضليل وقلب الحقائق فقط، بل بالتصدي لأي محاولة فيها إدانة للاحتلال وجرائمه وملاحقة وتكميم الافواه الناقدة له.

    هذا عدى عن أنها تعمل على اعتراض أي مواقف تشي بالتعاطف مع القضية الفلسطينية في العالم.

    وكأن مريد البرغوثي ببلاغته يصيغ ما يحدث اليوم على مرأى العالم الغاشم الغشيم!

    كل الاعلام العقيم... يبدأ السرد لوصف ما يحصل من إبادة في غزة من (ثانياً) فيصبح عدوان الاحتلال وحرق غزة ببشرها وحجرها حقاً في الدفاع عن النفس!

    ينسى العالم (أولا) ستة وسبعين عاما من الاحتلال ويبدأون الحكاية من(ثانيا) السابع من أكتوبر!

    أنفقت الحكومة الإسرائيلية في بداية الحرب على غزة نحو 7,1 مليون دولار على إعلانات يوتيوب في الشهر الأول من الحرب. حيث سعت الى تبرير الهمجية والوحشية بما أسمته محاربة التطرف والإرهاب.

    كل المزاعم التي روجت لها وورطت فيها الصحافة الأمريكية والبيت الأبيض، بل والرئيس الأميركي شخصيا اضطروا لنفيها بعد أن تبين زيفها فتراجعت بعض الصحف واضطر البيت (المتلون) الى نفيها وهو يتصبب عرقاً.

    وحدهم طلاب الجامعات قرأوا الحكاية من (أولاً)

    المجد للطلبة.

    Wed, 15 May 2024
  • 610 - غادة عبد العال: ليه؟ .. عشان كده!

    في صغري كما هو الحال معنا جميعا، كانت الحياة تتكشف لي واحدة واحدة على أيدي الكبار. كنت بتعلم منهم قواعدها وتقاليدها. منهم اللي كان بيعلمهالي بشكل مباشر، بطريقة: طلعوا الأقلام وافتحوا الكشاكيل. ومنهم اللي كانت تعاليمه بتوصلني عن طريق الأفعال اللي بختبرها بطريقة التجربة اللي بتعلمنا الصواب والخطأ

    .اتعلمت مثلا انه الصح اننا ننفذ اللي بيقوله الكبار، إذ إن في كل مرة ما بننفذوش، بنسمع مالا تحمد عقباه. ومن الغلط اننا نعمل دوشة خاصة لما يكون بابا نايم بعد الضهر.صح إننا نخلص طبقنا وإلا الأكل هيجري ورانا يوم القيامة وغلط اننا نعدي من قدام التليفزيون خاصة وقت ماتش الأهلي والزمالك . وبعد شوية دخلنا في مرحلة جديدة واتعلمنا إن غلط البنت تضحك بصوت عالي في الشارع، رغم إن ماحدش شرحلنا أبدا ليه؟ والصح إننا نمشي في الشارع زي العسكري لا نبص يمين ولا شمال. بعد سن معين اتعلمنا إن غلط نكلم أولاد حتى لو كانوا قرايبنا طالما مش في زيارة عائلية رسمية لصالوننا المدهب. صح إننا نعدي سنين الجامعة كلها صامتين قامطين ماحدش ياخد باله اننا أصلا معاه في الدفعة لا طالب ولا دكتور. الصح اننا نساعد ماما في المطبخ ونتعلم نعمل مكرونة بالباشاميل، ومن الغلط إننا نحشر نفسنا كبنات في شغل الرجالة، ولا الرجالة يشغلوا نفسهم بنشاطات الستات..

    الدروس كانت بتتعدد وتختلف مع اختلاف المراحل العمرية صحيح، لكن القاعدة الذهبية اللي بتتخطى حواجز كل الأزمنة، هي (لا تناقش ولا تجادل) إنت تسمع اللي بنقولك عليه، عشان إحنا سمعنا كلام أهالينا، وأهالينا اتعلموا كده من أهاليهم، وطبق طبقنا طبق في طبق طبقكم، وهكذا إلى مالا نهاية.

    لو ركزنا في أكتر بصات كانت بتخوفنا على مدار أعمارنا، هنلاقيها تبريقة أمك وانت صغير، تبريقد أبوك لما كبرت شوية، مدرس المدرسة، كابتن النادي،لدكتور الجامعة، رئيسك في الشغل، وهي تبريقة يختلط فيها الغضب بالاستنكار بالذهول بعدم التصديق لما تتجرأ وتتعدى حدودك وتبدأ تناقش حد فيهم في حاجة مش مقنعة بالنسبة لك، وكأن عدم الاقتناع في حد ذاته أو حتى طلب المزيد من الشرح والتفسير هي إهانة عظمى لا تغتفر

    بفتكر اليومين دول كل بصات الاستنكار والذهول وأنا بشوف الجموع المصدومين بإن فيه كيان ما اتكون من مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم التنويريين، وهجمات البعض بالسباب والإهانة لأعضاؤه وده لإنهم بيتجرأوا وبيطرحوا أسئلة!  أيوة، الفكرة إن ماحدش انتظر إجاباتهم على الأسئلة، بل مجرد طرحهم للأسئلة هو شيء بيمثل للبعض تهديد صريح للثوابت، ودعوة مباشرة للانحراف ، وتعدي على السلم العام، وبدأ البعض في المساواة بين علامة الاستفهام والعين الواحدة رمز الماسونية، والكلام عن مؤامرة متكاملة الأركان.

    وأنا وإن كنت مش من محبي الكثير من أعضاء الكيان الجديد، لكني مش فاهمة ليه كل هذا التعصب تجاه ناس بتسأل. ما لو عندك إجابة تفحمهم ما تفحمهم. ولو شايفهم بيضلوا عن الطريق الصحيح، ما تشاورلهم عليه. والا احنا هنفضل دايما عايشين في مجتمعات بتخيم عليها شعارات (كل وانت ساكت) (ومش عايز أسمع كلمة ليه؟) ولو اتجرأ حد وسأل فعلا (ليه؟)، القواعد والقيم والأخلاق بتحتم علينا اننا نرد عليه بالإجابة الوافية اللي بتقول (هأ ..عشان كده)!  

    Tue, 14 May 2024
  • 609 - سناء العاجي الحنفي: لايكات الحج والعمرة ...

    اسم مكتوب على ورقة أمام الكعبة.

    دعاء مسجل بالفيديو.

    صورة من الهاتف، من شرفة فندق مقابل الكعبة...

    حديثنا اليوم عن موضة انتشرت في السنتين الأخيرتين، حيث يكتب أحدهم اسم شخص ويأخذ له صورة أمام الكعبة. يتوصل صاحب الاسم بالصورة وينشرها على مواقع التواصل شاكرا أن فلانا دعا له من الكعبة! 

    أحيانا، تعوض صورة الشخص الاسمَ، لكن المغزى واحدٌ. 

    هناك أيضا من يسجل فيديو يدعو فيه، أمام الكعبة، لرئيسه في العمل أو أهله أو أصدقائه، ويبعث الفيديو لهذا الشخص أو ينشره على مواقع التواصل.

    وهناك الفقيه الذي يصلي التراويح ويراقب تطورات اللايف مباشرة، وأثناء الصلاة...

    موضة جديدة خلقها التدين الجديد المرتبط بعدد المتابعات وباللايكات، بنفس قدر اهتمامه بالتعبد نفسه.

    أستغرب كثيرا من هذه الممارسة. هل تبعث الدليل الذي يثبت أنك دعوتَ للشخص في الحج أو العمرة؟  وهل يحتاج منك الله تسجيلا للدعاء أو صورة الشخص المعني لكي يتعرف عليه ويتقبل دعاءك؟ هل الهدف هو الحج والدعاء الصادق، أم الهدف أن ننشر الصورة على مواقع التواصل لصناعة "الشو" والترند، ولكي يعرف العالم أننا كنا في الحج أو العمرة؟ هل هدف التدين هو التفرغ لهذه الشريعة بتفاصيلها الروحية الخالصة، والتفكير العفوي والصادق في شخص يهمنا والدعاء له من أقدس مكان عند المسلمين، أم أن نخبر هذا الشخص أننا دعونا له هناك وأن نبعث له الدليل؟ هل الهدف أن نصلي بالناس أم أن نتابع اللايف وتعليقاته؟ هل الأصل في الحكاية التعبد الخالص والدعاء الخالص لمن نحب، أم البحث عن الإضاءة المناسبة والفلترات وزاوية التصوير، حتى تكون الصورة جميلة وحتى تستدر اللايكات على مواقع التواصل؟

    قد أفهم هذه الممارسة في تفاصيل مرتبطة بالحياة واللهو والسفر: أن يلتقط شخص صورة باسم شخص آخر أمام معلمة سياحية، خلال مباريات كأس العالم، أمام مسرح ضخم أو ملعب كرة قدم معروف... هي أماكن سياحية وترفيهية قد تتلاءم مع فكرة العرض والشو... لكن المفروض في من يمارس شعيرة دينية أن يكون منغمسا في الجانب الروحي للشعيرة، أن لا ينخرط في هذا الهوس التواصلي... 

    فهل يحتاج منا الله صورا وأسماء لكي يتعرف على من ندعو لهم؟ هل يحتاج من نحبهم لدليل على أننا دعونا لهم في الحج؟

    Mon, 13 May 2024
Mostrar más episodios