Filtrer par genre

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

918 - عروب صبح: فعل الحلم.. محاولة تفسير
0:00 / 0:00
1x
  • 918 - عروب صبح: فعل الحلم.. محاولة تفسير

    هل يرتكب الناس فعل الحلم؟ 

    أم أنه فعل لا إرادي؟ 

    لماذا تسألين؟

    لم تأبه للسؤال وأكملت 

    نهارات كثيرة وليلة طويلة.. 

    تبدو ليلة مع أنها أيام وشهور وسنين..

    امتد فعل الحلم ولم يكن هناك أي موسيقى تصويرية سوى قرع طبول كطبول الحرب تعلو كلما اقترب خياله من نافذتها في ذلك الحلم الطويل الطويل..

    تتحرك الستارة..

    وإذا بها نسمة صيف ضلت طريقها 

    فتعود للحلم

     تمنته عاصفة هوجاء (منعشة) تحمل قلبها نحو قمر مل من فعل انتظارها 

    : أرأيت؟ ها هو قد عاد.. تغمز القمر بلؤم الدلال ثم تترك نفسها لعاصفة حبه المجنونة تحملها في كل مكان كانت تود لو مشت معه على أطراف طريقه.. الى كل زمان مضى ولم تكن عيناه نور أيامها..

    تطير مع ريح عاتية تحمل عطره 

    الى كل رصيف جلست ولم تجلس معه عليه في روما 

    وكل مقعد خشبي تمنت لو أنهما جلسا عليه في فيلا بورجيزي

    الى مشاوير على حافة المحيط في آخر الدنيا وخفقات خوف عند اقلاع الطائرة لا تهدئها سوى يده تمسك يدها 

    : لا لا أشعر بالجوع

    : بل أشعر بتخمة عجيبة 

    تشرب قهوة يحبها وتحبها لأجله على شرفة تطل على البوسفور..

    تستمع له يغني قصائد كتبها لها وضيعها آخر ساع بريد سلم حقيبته الجلدية مع ما تبقى فيها من رسائل.

    ويطير حمام الفجر فوق الفلوكة الصغيرة التي تتمرجح بهما على نهر النيل بينما محمد قنديل يغني من مذياع قديم.. يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل..

    : أين أنت؟

    : بقلبك

    : وانت؟

    أنظر حولك ماذا ترى؟

    : نسمة هواء رطبة ثقيلة.. بخار يتكاثف على العدسة، تصبح الرؤية صعبة

    : ما بال رياحك ساكنة لا ترد؟

    : مشغول؟

    ثقيل هو الوقت الذي يمضي دون أن تفهم لماذا لا يتحرك الهواء؟ يصبح التنفس صعباً 

    : معقول؟

    تكتب في دفترها 

    في المشاعر نحو من تحب عندما تجتاحك الأعاصير تبدو النسمة الرقيقة أمراً مؤذياً.

    كثيرا ما يكون فعل الحلم فعل تمني يجري بما لا تشتهي سفن الحقيقة .

    Wed, 01 May 2024
  • 917 - غادة عبد العال: طائفية 101

    مع كل حادثة طائفية، أو حدث يظهر فيه تعصب فئة لنفسها وتعديها على فئة أخرى فقط لأنها تختلف عنها في توجه ما، بيحيرني الأمر جدا، يمكن عشان أنا مش عايشة في الفقاعة اللي البعض بيخلقها حوالين نفسه ويقعد جواها يردد بتكرار هستيري: "أنا أفضل من الآخرين، أنا أفضل من الآخرين".

    فأنا أظن ان طول عمري كان عندي اقتناع مش عارفة اعتنقته إمتى: إن كلنا بنحاول بس مافيش حد عنده الحقيقة المطلقة. ماحدش يملك اليقين ولا عنده الأدوات عشان يحكم: مين أحسن دولة في العالم، مين أحسن حزب في الدولة، مين أصح مذهب ديني، ولا حتى مين أحسن فريق كرة قدم. وكان دايما بيبدوا لي التحزب حوالين فكرة ما أو التعصب حواليها، إلى الدرجة اللي بتخلي الشخص ينفر من المختلف معاه، ناهيك عن إنه يؤذيه أو يلحق بيه أو بممتلكاته الضرر، هي مش أكتر من كونها نوع من الحماقة..

    لكن للأسف الحمقى بيحيطون بينا في كل مكان، وكلنا مضطرين نعيش ونتعامل معاهم في المجتمعات المختلفة، يعني آه فعلا خناقة بناء الكنائس في مصر اللي بتتكرر كل كام سنة دي بتدور معظم الوقت في قرى الصعيد، لكن التعصب مش محدود بتوجه ولا مكان.

     يعني هتلاقي على الفيسبوك الشخص اللي بيقاطع شخص تاني عشان زملكاوي، في عمارتك هتلاقي طنط اللي بتمنع ولادها يلعبوا مع الولاد اللي في الدور الأول عشان مسيحيين، الموظف اللي بيرخم على واحدة بتخلص ورقها من عنده عشان مش محجبة، القومجي اللي بيبعت رسايل على جروب العيلة بتحذر من توظيف اللاجئين وبيدعوا لضرورة طردهم، والمثقف اللي بيرفض يقعد مع مثقفين تانيين جايين بتعبيره (من الفلاحين).

    ده غير الأحزاب الصغيرة اللي بتتكون جوه الأحزاب الكبيرة، زي إن معتنقي ديانة ما ما يكتفوش بالتعالي أو التضييق على أتباع ديانة تانية، بل إن الديانة نفسها مثلا أو القومية أو البلد بتتقسم لمذاهب وطرق وأشياع بيتعالوا ويتنافروا وأحيانا بيؤذوا بعضهم. خناقات السنة والشيعة، والكاثوليك والبروتوستنات، وخناقات سكان مدينة الرحاب ومدينتي مع بقية سكان القاهرة مثالا.

     

    أعود بالذاكرة للخلف كده وأحاول أوصل لأول ذكرى في حياتي أو أول مرة أتفاعل فيها بشكل مبدأي مع فكرة التعصب، يمكن كانت خناقة الأزرق للولاد والبينك للبنات اللي كنا بنتخانقها مع زمايلنا في حضانة لما حد فيهم يتجرأ ويمسك شنطة أو زمزمية فيها أي لون بينك ونعمل حزب ونكرهه فيها لحد ما يروح يعيط لأهله فيغيروها! 

    أو يمكن خناقة الكشافة والزهرات، ومين فيهم أشطر وحافظ أغاني أكتر وبيعرف يعمل عقد مختقلة بالحبال. 

     

    وطبعا لم يسلم الأمر من خناقة المسلمين والمسيحيين على إيد مدرسة الدين في أولى ابتدائي، اللي وهي بتشرحلنا تفسير الفاتحة، اللي هي بوابة الدين بالنسبة لنا، بتأكد بالمرة على إن (الضالين) دول هم أهالي زمايلنا اللي راحوا الفصل التاني مع مدرسة الدين التاني واللي هنرجع نلعب معاهم بعد شوية في الفسحة لكن وقتها لازم نفتكر كويس اننا ما نحكيلهومش اللي المدرسة قالته عنهم، ولا تأكيدها علينا إننا لازم ما نبدلش معاهم الساندوتشات، اللي هو بيكون أول درس في الطائفية 101 واللي بيذرع أول بذرة بتفضل تتسقي على مر السنين، بالتعصب اللي بيترعرع حوالينا في كل مكان! !

    Tue, 30 Apr 2024
  • 916 - سناء العاجي الحنفي: عن قرية الفواخر المصرية وغيرها

    كثيرا ما نسمع الناس حولنا يتحدثون عن التعايش في ديننا، وعن احترام معتقدات الآخرين وعن ثقافتنا المتسامحة...

    لكن، ماذا عن الحقيقة؟

    في قرية الفواخر في مصر، انتشار شائعة بناء كنيسة جديدة جعل المدينة تتحول لساحة حرب تحرق فيها بيوت المصريين الأقباط وتهدد سلامتهم وحياتهم من مصريين مثلهم؛ لكن هؤلاء المجرمين اعتبروا احتمال بناء كنيسة جديدة خطرا يهدد أمن البلاد والعباد. 

    لنتساءل: ماذا لو حدث العكس، في مصر أو في أي بلد في العالم؟ ألا يبنى كل يوم مسجد جديد في معظم مدن منطقتنا؟ وألا تبنى الكثير منها في بلدان غير ذات أغلبية مسلمة؟ ألا يتم التبرع لبناء المساجد بأريحية؟ 

    بل أكثر من ذلك، ألا يتم استعمال مكبرات الصوت للآذان، بينما يعيش بيننا من هم غير مسلمين؟ هل يمكننا تصور استعمال مكبرات الصوت في الكنائس؟ 

    ألا يتم التساهل، مجتمعيا، مع المصلين في صلاة الجمعة أو صلاة التراويح، حتى حين تقطع جموع المصلين الطريق؟

    ألا تعتبر الأعياد الدينية الإسلامية أيام عطلة رسمية في معظم البلدان ويتم التساهل المجتمعي مع السلوكيات الخاصة ليوم الجمعة باعتباره يوما خاصا في الثقافة الإسلامية؟ فهل يتم التعامل بنفس الشكل مع أعياد المسيحيين واليهود، ليس فقط في مصر بل أيضا في الأردن والمغرب وغيرها؟ 

    حين نطالب بأن تصبح أعيادنا الدينية عطلا رسمية في أوروبا مثلا، لأن أعداد المسلمين هناك في تزايد، هل نفكر في أعياد المسيحيين في بلداننا؟ 

    حين نطالب ببناء مساجد هناك، وهذا ما يحدث فعلا لأن للمسلمين مساجدهم في معظم المدن الأوروبية، هل نتعامل بالمثل؟

    أليس من حق أقباط مصر أن يمارسوا تدينهم بكل فرح وأن تكون أعيادهم رسمية وألا يجبر أبناؤهم على تعلم تعاليم الإسلام في المدارس العمومية وأن يبنوا كنائس جديدة إن لم تعد القديمة كافية لأعدادهم؟

    في المغرب أيضا، هناك عشرات الآلاف ممن اختاروا المسيحية كدين في السنوات الأخيرة، إضافة إلى عشرات الآلاف من المهاجرين من دول أخرى من قارتنا الإفريقية، ممن يدينون بالمسيحية.. هل يجرأ أحد على الحديث عن بناء كنائس جديدة؟ 

    ومع ذلك، فلا أحد منا يخجل ونحن نتحدث عن ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخرين...

    Mon, 29 Apr 2024
  • 915 - هند الإرياني: آخر امتحان لي في السويدية... عن قوة الكلمات

    هل الكلمات تستطيع تغييرنا؟ كصحفية تحب الكتابة، وتأثرت كثيرًا بالكتّاب الذين قرأت لهم، الاجابة هي نعم، الكلمات تغير الكثير خاصة لو كانت هذه الكلمات مرتبطة بلحن جميل. كان هذا هو الموضوع الذي اخترت أن أتحدث عنه في آخر امتحان لي باللغة السويدية. 

    وأخيرًا وصلت لمرحلة الثانوية في تعلم اللغة السويدية، ولكن هذا لا يعني أنني أصبحت أتحدث بطلاقة مثل السويديين، ما زال الموضوع يحتاج للكثير من القراءة، وتكثيف الحديث بالسويدية. في آخر امتحان للغة، والذي كان عن تأثير الكلمات سواء الشعر، أو كلمات الأغاني، أو غيرها، اخترت أنا أن أتحدث عن الكلمات المغناة، وتأثيرها على السياسة والمجتمع. 

    قرأت مقالًا علميًّا يقول أن الموسيقى وحدها نعم تؤثر على المشاعر، وكيمياء المخ، ولكن عندما يتم إرفاق كلمات بهذه الموسيقى تبين أن هناك أجزاء في المخ كانت خاملة تتفاعل بعد إضافة الكلمات لهذه الموسيقى. لذلك يصبح النشيد الوطني مهمًّا لتحفيز الناس للدفاع عن وطنهم، وتستخدم الأناشيد الدينية التي تستخدمها الجماعات لتحفيز الناس على الجهاد، أو (الزوامل) كما تسمى في اليمن لتحفيز المقاتلين، فليس هناك أقوى من الكلمات المغناة. لكن هناك أيضا من استخدم الكلمات ليحرك الناس في الشارع للتظاهر ضد الحرب، ومع السلام، كما حدث في أمريكا أثناء حرب فيتنام وكان لأغنية war تأثير كبير في تلك المظاهرات. 

    في اليمن هناك أغنية شهيرة اسمها "خطر غصن القنا"، ولمن لا يعرف أن هذا اللحن كان سابقا يستخدم مع كلمات مسيئة عن امرأة مارست الجنس خارج الزواج، ولكن الشاعر مطهر الإرياني استخدم كلمات جديدة لكي ينسى الناس هذه الحادثة، وأصبحت الأغنية تتحدث عن الحب، وجمال وادي بنا، أي أنه استخدم الكلمات لتغيير فكر مجتمع بأكمله، أليس ذلك جميلا؟ كلماتنا تغير الكثير ومع وجود التكنولوجيا التي جعلت كلماتنا تصل لعدد كبير من الناس، فعلينا أن نتذكر هذه المسؤولية، وقبل أن نكتب أن نسأل أنفسنا: هل كلماتنا هذه تتسبب في إصلاح أو تخريب هذا العالم.

    Fri, 26 Apr 2024
  • 914 - جمانة حداد: زعبرة على الموت

    أمشي على الطريق. أرى وجوه الناس متجهّمة، لا قدرة للرجل أو للمرأة منهم على الابتسام. لا ألوم أحداً. أنا، أيضاً، غالباً، لا حَيْل لي على الابتسام. أحاول قدر الإمكان تفادي التفكير، كي لا أفقد عقلي تماماً.

    أشرب القهوة في أحد المقاهي. تبادرني سيدة عجوز فتسألني بخفر وحرج إذا كنت أستطيع أن أضيّفها "سندويشاً" لأنها جائعة، ولا تملك المال لتأكل. استحي. أعطيها المبلغ. لا أستطيع النظر في عينيها. أشعر أنّي شريكة في الذنب. 

    أجلس مع إحدى صديقاتي. تكرّ دموعها لأن ابنها الوحيد عاطلٌ من العمل منذ أكثر من سنتين. "بتعرفي حدا بيقدر يظبّطو بشي شغلة؟"، تسألني بحسرة. لا. لا أعرف أحداً يا صديقتي. كلّ مَنْ أعرف، إما موظّف خائف على وظيفته، وإما ربّ عمل لا يعرف كيف يدفع رواتب عمّاله آخر الشهر.

    أستقلّ التاكسي. يخبرني السائق أنه أطعم أولاده، أمس، أرغفة من الخبز "الحاف". "أكتبي عنّي وعنهم"، يقول متوسلاً، عندما يعرف أني كاتبة. ها أنذا أكتب عنك وعن أولادك، يا محمد، فهل يسدّ هذا الكلام جوعهم؟ لا تُجِب، أرجوك. دعني أتوهّم أني استطعتُ شيئاً.

    أفتح مواقع التواصل الاجتماعي: حروب، اعتداءات، رعب، مجاعات، إبادات جماعية، صورٌ وكلمات تقطّع القلب. وعلى المقلب الآخر: اتهامات متبادلة، تخوين، استخفاف بأرواح الناس وعقولهم، جملٌ وتعابير تثير الغثيان. 

    مختصر مفيد: لا ملاذ. لا منفذ. لا مخرج للطوارئ. نحن محاصَرون تماماً، كفئران في مختبر. وأنى ذهبنا، يأس وخيبة وغضب وإحباط. أفكّر: "كيف نستطيع مواصلة العيش على هذا النحو؟". ثم أتدارك: "هذا ليس عيشاً. إنه زعبرة على الموت".

    Thu, 25 Apr 2024
Afficher plus d'épisodes