Nach Genre filtern

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

915 - هند الإرياني: آخر امتحان لي في السويدية... عن قوة الكلمات
0:00 / 0:00
1x
  • 915 - هند الإرياني: آخر امتحان لي في السويدية... عن قوة الكلمات

    هل الكلمات تستطيع تغييرنا؟ كصحفية تحب الكتابة، وتأثرت كثيرًا بالكتّاب الذين قرأت لهم، الاجابة هي نعم، الكلمات تغير الكثير خاصة لو كانت هذه الكلمات مرتبطة بلحن جميل. كان هذا هو الموضوع الذي اخترت أن أتحدث عنه في آخر امتحان لي باللغة السويدية. 

    وأخيرًا وصلت لمرحلة الثانوية في تعلم اللغة السويدية، ولكن هذا لا يعني أنني أصبحت أتحدث بطلاقة مثل السويديين، ما زال الموضوع يحتاج للكثير من القراءة، وتكثيف الحديث بالسويدية. في آخر امتحان للغة، والذي كان عن تأثير الكلمات سواء الشعر، أو كلمات الأغاني، أو غيرها، اخترت أنا أن أتحدث عن الكلمات المغناة، وتأثيرها على السياسة والمجتمع. 

    قرأت مقالًا علميًّا يقول أن الموسيقى وحدها نعم تؤثر على المشاعر، وكيمياء المخ، ولكن عندما يتم إرفاق كلمات بهذه الموسيقى تبين أن هناك أجزاء في المخ كانت خاملة تتفاعل بعد إضافة الكلمات لهذه الموسيقى. لذلك يصبح النشيد الوطني مهمًّا لتحفيز الناس للدفاع عن وطنهم، وتستخدم الأناشيد الدينية التي تستخدمها الجماعات لتحفيز الناس على الجهاد، أو (الزوامل) كما تسمى في اليمن لتحفيز المقاتلين، فليس هناك أقوى من الكلمات المغناة. لكن هناك أيضا من استخدم الكلمات ليحرك الناس في الشارع للتظاهر ضد الحرب، ومع السلام، كما حدث في أمريكا أثناء حرب فيتنام وكان لأغنية war تأثير كبير في تلك المظاهرات. 

    في اليمن هناك أغنية شهيرة اسمها "خطر غصن القنا"، ولمن لا يعرف أن هذا اللحن كان سابقا يستخدم مع كلمات مسيئة عن امرأة مارست الجنس خارج الزواج، ولكن الشاعر مطهر الإرياني استخدم كلمات جديدة لكي ينسى الناس هذه الحادثة، وأصبحت الأغنية تتحدث عن الحب، وجمال وادي بنا، أي أنه استخدم الكلمات لتغيير فكر مجتمع بأكمله، أليس ذلك جميلا؟ كلماتنا تغير الكثير ومع وجود التكنولوجيا التي جعلت كلماتنا تصل لعدد كبير من الناس، فعلينا أن نتذكر هذه المسؤولية، وقبل أن نكتب أن نسأل أنفسنا: هل كلماتنا هذه تتسبب في إصلاح أو تخريب هذا العالم.

    Fri, 26 Apr 2024
  • 914 - جمانة حداد: زعبرة على الموت

    أمشي على الطريق. أرى وجوه الناس متجهّمة، لا قدرة للرجل أو للمرأة منهم على الابتسام. لا ألوم أحداً. أنا، أيضاً، غالباً، لا حَيْل لي على الابتسام. أحاول قدر الإمكان تفادي التفكير، كي لا أفقد عقلي تماماً.

    أشرب القهوة في أحد المقاهي. تبادرني سيدة عجوز فتسألني بخفر وحرج إذا كنت أستطيع أن أضيّفها "سندويشاً" لأنها جائعة، ولا تملك المال لتأكل. استحي. أعطيها المبلغ. لا أستطيع النظر في عينيها. أشعر أنّي شريكة في الذنب. 

    أجلس مع إحدى صديقاتي. تكرّ دموعها لأن ابنها الوحيد عاطلٌ من العمل منذ أكثر من سنتين. "بتعرفي حدا بيقدر يظبّطو بشي شغلة؟"، تسألني بحسرة. لا. لا أعرف أحداً يا صديقتي. كلّ مَنْ أعرف، إما موظّف خائف على وظيفته، وإما ربّ عمل لا يعرف كيف يدفع رواتب عمّاله آخر الشهر.

    أستقلّ التاكسي. يخبرني السائق أنه أطعم أولاده، أمس، أرغفة من الخبز "الحاف". "أكتبي عنّي وعنهم"، يقول متوسلاً، عندما يعرف أني كاتبة. ها أنذا أكتب عنك وعن أولادك، يا محمد، فهل يسدّ هذا الكلام جوعهم؟ لا تُجِب، أرجوك. دعني أتوهّم أني استطعتُ شيئاً.

    أفتح مواقع التواصل الاجتماعي: حروب، اعتداءات، رعب، مجاعات، إبادات جماعية، صورٌ وكلمات تقطّع القلب. وعلى المقلب الآخر: اتهامات متبادلة، تخوين، استخفاف بأرواح الناس وعقولهم، جملٌ وتعابير تثير الغثيان. 

    مختصر مفيد: لا ملاذ. لا منفذ. لا مخرج للطوارئ. نحن محاصَرون تماماً، كفئران في مختبر. وأنى ذهبنا، يأس وخيبة وغضب وإحباط. أفكّر: "كيف نستطيع مواصلة العيش على هذا النحو؟". ثم أتدارك: "هذا ليس عيشاً. إنه زعبرة على الموت".

    Thu, 25 Apr 2024
  • 913 - عروب صبح: العيون على كولومبيا

    تلخيص المشهد 

    بدأت الحكاية بقيام مجموعة منظمات طلابية في جامعة كولومبيا بعمل خيمة اعتصام من اجل وقف الحرب على غزة وسحب الجامعة استثماراتها من إسرائيل والشركات المرتبطة بها والتبادل الأكاديمي معها.

    كان هذا يُمكن أن يكون نشاطاً طلابياً عادياً لولا استدعاء رئيسة الجامعة نعمات شفيق  (المسلمة من أصول عربية مصرية) للشرطة لفض خيمة الاعتصام مما أدى الى اعتقالات وإجراءات تأديبية!

    وهكذا استيقظ اكثر من 100 طالب من الجامعة وكلية بارنارد -شقيقة جامعة كولومبيا-، على وقع الاعتقال و الإيقاف من إكمال دراستهم ومطالبتهم بإخلاء سكنهم الجامعي !

    خلال تحميلهم في الحافلات وأيديهم مقيدة، غنى الطلاب طوال الطريق إلى مقر الشرطة أغان ثورية، فأشتعلت الاجواء في الجامعة بشكل لم تشهده منذ الاحتجاجات الطلابية إبان حرب فيتنام، اذ هاجم الطلاب في صُحفهم الجامعية رئيسة الجامعة و قرارتها وتبعيتها لليمين الصهيونى بشكل يهدد القيم الأمريكية ومستقبل زملائهم.

    صدفة بحتة...

    القرار التاريخي لنعمات شفيق باستدعاء الشرطة لفض الاعتصام بالقوة كان زعماً بوجود عنف ومعاداة للسامية وأتى بعد يوم واحد من 

     شهادة رئيسة الجامعة أمام الكونجرس حول معاداة السامية!

    فاستنكر البيت الأبيض (العنف الوهمي ومعاداة السامية)

    تداعيات

    قرر مجموعة من استاذة الحقوق في جامعة كولومبيا إرسال رسالة إلى قيادة الجامعة يدينون فيها تعليق دراسة الطلاب المتظاهرين ومداهمة الشرطة للحرم الجامعي موضحين أن عدم وجود شفافية في كيفية التصرف وإقحام شرطة نيويورك بهذا الامر يهدد مصداقية الجامعة كلها! بعدها قرر الكثير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب الخروج من الفصول الدراسية دعماً للطلاب وحرية التعبير ورفضا لتدخل الشرطة في الحرم الجامعي! محاضرين من الخارج انضموا للاحتجاج وقرروا مقاطعة كولومبيا!

    خبرعاجل " الهيئة الطلابية لجامعة كولومبيا تقرر بأغلبية ساحقة تمرير استفتاء يطلب من الجامعة سحب الاستثمارات من إسرائيل، وإلغاء افتتاح مركز تل أبيب العالمي، وإنهاء برنامج درجة جامعة تل أبيب المزدوجة".

    كرة الثلج الطلابية

    بدأت جامعات أمريكا المشهورة بالتصعيد والانضمام الى الاعتصامات الطلابية من أجل فلسطين حرة ووقف الابادة. 

    (جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا، جامعة إن واي يو في نيويورك، وجامعة هارفارد)

    التاريخ يذكر دور الحركة الطلابية (ثورة كولومبيا 1968) في وقف الحرب الاميريكية على فيتنام.

     التغيير قادم.

    Wed, 24 Apr 2024
  • 912 - عن حركة "اللاءات الأربعة"!! في كوريا الجنوبية ...

    بلغنا أنه في دولة كوريا الجنوبية الشقيقة، اللي هي بقت تريند والعيال ماشيين لابسين تشيرتات عليها صور نجومها دي، أيوة اللي بقينا بنتفرج على مسلسلاتها بدل المسلسلات التركي دي، هذه الدولة اللي بقت حلم شباب وشابات الوطن العربي، فيها ما يشبه ثورة اجتماعية على الضيق حبتين.

    يقال والعهدة على الراوي، إن كوريا الجنوبية، على ما يشاع عنها من تقدم وتحضر وثقافة وفن، تعاني من مشكلة تفشي الذكورية وسيطرة البطريركية في المجتمع الكوري، وهو الشيء المستمر منذ عقود، ولم يفلح التطور التكنولوجي والاقتصادي في التخلص منه وما زالت الأجيال الجديدة تعاني منه في مختلف الطبقات. وهو ما استدعى موجة مضادة من الفيمينيزم ودعوات المطالبات بحقوق النساء في أن تقوم النساء بالدفاع عن حقوقهن وعن وضعهن الملتبس في المجتمع عن طريق حركة تسمى ال (فور بي) ، وكلمة "بي" في اللغة الكورية تعني "لا"، بما يعني أن إسم الحركة يمكن ترجمته لحركة "اللاءات الأربعة". 

    واللاءات الأربعة المقصودة من المشاركات في الحركة دي هي :لا للزواج، لا لإنجاب الأطفال، لا للمواعدة، ولا للعلاقات العاطفية. بالمختصر يعني، الفصل التام بين الجنسين، إلى أن يتغير الحال.

    أما إذا تتبعنا أسباب الحركة دي ومظاهر تردي مكانة المرأة الكورية في المجتمع  هنلاقيها بسم الله ما شاء الله يعني بتفكرنا بحاجة كده!

    على سبيل المثال، فالعائلات الكورية تفضل خلفة الذكور على خلفة الإناث، وفي بعض الطبقات ما زالت تحمل البنات مسئولية الحفاظ على شرف العائلة، الأب في المجتمع الكوري مسئولياته محدودة بينما تتحمل الأم مسئولية البيت والأولاد كاملة، ومن حق الأب إنه يخرج يسهر مع صحابه، وطبيعي إنه ما يعرفش حاجة عن مسار الحياة اليومية لأولاده بينما الستات بتشيل الشيلة كاملة وطبعا لا خروج ولا صحوبيات. 

    الشابات الكوريات كمان بيشتكوا من الذكورية في مكان العمل، من سهولة ارتقاء الرجال للمناصب العليا ، فيندر مثلا وجود رئيسات مجلس إدارة شركات من النساء، ده غير عدم الالتفات إلى التحرش في مكان العمل، والميل الدائم لتصديق الرجال عن النساء. 

    أمممم، إحم إحم، فيه شوية حاجات كده حاسة اني سمعت عنهم قبل كده، أو شفتهم قبل كده، أو مريت بيهم قبل كده، بس مش متأكدة فين!

    المهم إن حركة "اللاءات الأربعة" دي كان الرد عليها من الرجال الكوريين بإنهم قالوا: يا سسسلام، بركة يا جامع، مع السلامة والقلب داعيلكم، وانتم مين اللي قالكم إن احنا هنموت ونتجوزكم والا نخلف منكم يعني؟ بلا وجع دماغ، احنا عادي نقدر بفلوسنا نأجر حد يعمل كل اللي انتم بتعملوه!

    اللي واقفين بيشدوا شعرهم بسبب حالة القمص الشعبية دي بأه هم مسئولي النظام، اللي أصلا بلدهم فيها مشكلة قلة عدد مواليد، ولم تفلح كل التشجيعات إنها تصلح المشكلة دي، وبقى فيه فجوة حقيقية متوقعة بين خطط التنمية وعدد السكان، مما يبشر بكارثة مستقبلية حقيقية للمجتمع الكوري.

    طبعا ده هو الفارق الوحيد بينهم وبيننا، وهي دي النقطة الوحيدة اللي هتلفت نظر أي رجل عربي سمع المقال ده أو قراه، وهتلاقيه حالا بيقول في نفسه: قلة عدد مواليد؟، طب دي مصلحة! ، قولتولي بأه كوريا دي بيهاجرولها ازاي؟! 

    Tue, 23 Apr 2024
  • 911 - هند الإرياني: "سِنّة".. المعلمة التي أنقذت والدتي

     والدتي مثقفة، ووعيها عالٍ رغم أنها لم تذهب إلى المدرسة، وإنما تعلمت على يد "سِنّة"، وهو لقب كان يطلق على من يعلم القرآن في ذاك الوقت. سألت والدتي بعد أن انتهينا من نقاش طويل انبهرت فيه كالمعتاد بمدى وعيها، واستغربت كيف أصبحت بهذا الوعي، فقالت لي ربما لأنني عندما كنت أتعلم مع "سِنّة" كنا عندما ننتهي من قراءة القرآن نقرأ الكثير من الكتب، مثل كتب لجورج زيدان، وكليلة ودمنة، وكتب تاريخية، وكنا نتناقش كثيرًا بالساعات بعد الدرس. 

    قررت أن اسأل والدتي أكثر عن هذه المرأة "سِنّة" التي لا نعرف ما اسمها الحقيقي، وهي من نساء مدينة جبلة. قالت والدتي أن "سِنّة" كانت محبوبة من الجميع، ربما لأنها علمت القراءة للكثير من النساء في ذاك الزمن. "سِنّة" كانت قوية، فعندما لم تستطع أن تستمر مع زوجها طلبت الطلاق، ثم تزوجت للمرة الثانية، ولكن هذا لم يكن مستغربًا في جبلة المدينة التي كانت منفتحة، وكان الزواج من مطلقة أمرًا عاديًّا، فتتزوج المرأة عدة مرات، ولا عيب في ذلك. 

    ربما لذلك اختارت الملكة (أروى الصليحية) أن تكون جبلة مقر حكمها لأنها مدينة مختلفة عن بقية مدن شمال اليمن.

     "سِنّة" تعلمت القرآن من زوجها، والذي كان فقيهًا، وأيضًا أخوتها كانوا فقهاء، ولكنها كانت تمشي، ووجهها مكشوف، فكانت الناس تستغرب من ذلك. كانت "سِنَّة" لا تهتم لما يقوله الناس، وفرضت احترامها، وكانت عزيزة النفس، وتهتم بنفسها، ولم تتردد في أن تعرض على أمي أن تدرسها قراءة القرآن عندما رأت أمي تبكي لأنها تريد أن تذهب إلى المدرسة بعد أن رفض جدي -والد أمي- أن يرسلها لمدينة تعز لتدرس في المدرسة الوحيدة التي كانت تعلم الفتيات في ذلك الوقت. هناك الكثير من القصص عن "سِنّة" لا يمكنني حصرها في هذه المدونة القصيرة، ولكنني أتمنى أن أكتب قصتها في يوم ما، فهي قصة ملهمة مثل قصة أمي التي استطاعت رغم كل الظروف أن تكون بهذا الوعي.

    Fri, 19 Apr 2024
Weitere Folgen anzeigen