Filtra per genere

صحتكم تهمنا

صحتكم تهمنا

مونت كارلو الدولية / MCD

فقرة يومية تهتم بآخر المستجدات العلمية والطبية وتأثيرها على حياتنا اليومية مع اختصاصيين في مجال الصحة والطب والأبحاث.

132 - الاقتراب من إمكانية إيجاد لقاح واقٍ من السيدا يتضاءل
0:00 / 0:00
1x
  • 132 - الاقتراب من إمكانية إيجاد لقاح واقٍ من السيدا يتضاءل

    أنجزت المبادرة الدولية لتسريع إيجاد لقاح للإيدز (International AIDS Vaccine Initiative (IAVI المرحلة الأولى من التجربة السريرية التي انطلقت في العام 2018 وحملت تسمية "IAVI G001". هذه التجربة التي طالت 48 إنسانا متطوّعا، أتت نتائجها واعدة، بما أنّ اللقاح المُرَشَّح للوقاية ضدّ فيروس عوز المناعة المُكتسب HIV حصلت تجاهه استجابة مناعية-تحصينية وصلت إلى معدّل 97%، بالاستناد إلى دراسة منشورة من قبل مبادرة IAVI، بتاريخ 3 شباط/فبراير 2021.

    تعاونت مبادرة IAVI مع معهد الأبحاث الأمريكي Scripps لإطلاق المرحلة الأولى من التجارب السريرية في موقعين هما : جامعة جورج واشنطن في مدينة واشنطن D.C ومركز أبحاث السرطان Fred Hutchinson في مدينة Seattle ضمن ولاية واشنطن. فَصَل الباحثون المتطّوعين المشاركين في التجربة إلى مجموعتين متساويتين تضمّ كل واحدة منهما 24 متطوّعا متعافيا من عدوى السيدا.

    تلقّت المجموعة الأولى المُؤلّفة من 24 متطوّعا جرعتين من اللقاح التجريبي بفاصل زمني وصل إلى شهرين ما بين الجرعة الأولى والثانية.

    أما المجموعة الثانية المُكوّنة من 24 متطوّعا فنالت من جهتها جرعة من لقاح وهمي فارغ من العناصر المحفّزة للمناعة.

    تقوم فكرة اللقاح التجريبي المضادّ للسيدا على البروتينات الخاضعة للهندسة المخبرية Engineered HIV Envelope (Env) proteins التي صُمّمت كي تتفاعل مع الخلايا اللمفاوية الساذجة-الفتيّة Naïve B cells، بهدف مساعدة الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادّة إسمها( broadly neutralizing antibody (bnAb .

    تستطيع هذه الأجسام المضادّة الخاصّة مقاومة مجموعة من المتحوّرات أو الطفرات الخاصّة بفيروس عوز المناعة المكتسب HIV. إنّ استراتيجية استهداف الخلايا اللمفاوية الساذجة naïve B cells من خلال تركيبة اللقاح التجريبي تتمتّع بخصائص محدّدة وأُعطيت تسمية "Germline targeting".

    حَمَلَ اللقاح المُرَشَّح للوقاية من طفرات فيروس الإيدز التسمية التالية : "eOD-GT8 60mer" وهو يرتكز على مُولّد مناعي بروتيني immunogen ويحوي على مواد إضافية تجعله أكثر تأثيرا (Adjuvants) كانت طوّرتها شركة الأدوية GSK.

    بخصوص الخطوات المستقبلية، تسعى المبادرة الدولية IAVI بالتعاون مع معهد الأبحاث Scripps ومؤسّسة Bill & Melinda Gates وشركة Moderna ومجموعة شركاء آخرين إلى إطلاق تجارب عدّة حول اللقاح المُرَشَّح ضد الإيدز. يعمل حاليا المختبر الرئيسي لتطوير هذا اللقاح مع مجموعة من الباحثين المنسّقين الذين انطلقوا في مهام إجراء أبحاث تسبق بداية التجارب السريرية المستقبلية وتهدف إلى تطوير واختبار لقاحات متتالية  

    تستطيع إرشاد الخلايا اللمفاوية B Cells، في طريقها لإنتاج الأجسام المُضادة الناضجة الحاملة لتسمية bnAbs.

    ستقوم شركة Moderna بالاستعانة بتكنولوجيا mRNA ( الحمض النووي الريبوزي المرسال ) التي استخدمتها ضمن لقاحها الواقي من الكوفيد-١٩ في سبيل تطوير اللقاح المُرشّح ضدّ السيدا : "eOD-GT8 60mer immunogen".

    ومن المُتوقّع أن تبدأ مرحلة التجارب الأولى على هذا التصوُّر في الربع الثالث من عام 2021. علما أنّ الباحثين يعتقدون أنّ المنهجية البحثية الساعية لتطوير لقاح ضد السيدا بمساعدة تكنولوجيا mRNA ستساعدهم كثيرا في التمكّن من إيجاد لقاحات أخرى تقي من أمراض خطيرة من قبيل الانفلونزا وحمى الضنك والزيكا والتهابات الكبد الفيروسية-C والملاريا.

    ضيف الحلقة الأخيرة من حصّة أخبار "صحّتكم تهمّنا" بعد مرور أكثر من 10 سنوات على إنتاجها، الدكتور حكيم الحسيني، الإختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية في مستشفى Henri-Mondor في مدينة Créteil الفرنسية.  

    Sun, 02 May 2021
  • 131 - تقدّم ملحوظ في علاج الكوفيد-١٩ بفضل عقار Nitazoxanide

    متمتّعا بمزايا قاضية على الفيروسات ومضادّة للالتهابات مع المقدار العالي لحسن قبول الجسم له، حظي عقار Nitazoxanide في دراسة أميركية ببرهان فعاليته الوقائية في منع الأشكال الحرجة-الخطيرة من مرض الكوفيد-١٩ منذ أن تبدأ العلامات الأولى لالتهابات عدوى فيروس Sars-CoV-2. 

    توصّلت النتائج المنبثقة عن تجارب المرحلة الثالثة التي تسبق الموافقة على تسويق دواء (Nitazoxanide (NTZ إلى تبيان أنّ هذا العقار استطاع، في مرض الكوفيد-١٩، تقليص معدّل الحاجة إلى الاستشفاء بمعدّل 79%. كما تمكّن هذا الدواء من وقف تفاقم المرض مانعا حصول الأشكال الحرجة بمعدّل 85%، سواء كان المرضى يتخبّطون، مسبقا، بعوامل خطر صحّية أخرى أو لا. 

    ما بين شهر آب/أغسطس من عام 2020 و شهر كانون الثاني /يناير من عام 2021، فُحصت حالات 1390 مريضا في 36 مركزا طبّيا مختلفا ضمن الولايات المتحدة الأميركية وبورتوريكو في سبيل انتقاء متطوّعين للمشاركة في تجربة عشوائية مزدوجة التعمية تهدف إلى إقصاء "الانحياز" غير المُعترف به وغير الموضوعي تجاه فعالية Nitazoxanide. 

    اختار الباحثون الأميركيون،في نهاية المطاف، 935 إنسانا من أجل تقييم درجة تحمّلهم لدواء Nitazoxanide، بالمقارنة مع دواء وهميّ فارغ من المواد الفعّالة. وانتقى الباحثون، في سبيل دراسة فعالية هذا العقار، 379 إنسانا توزّعوا على مجموعتين : الأولى مؤلّفة من 184 إنسانا تعالجوا بعقار NTZ، بينما تشكّلت المجموعة الثانية من 195 تلقّوا بالأحرى علاجا وهميا. 

    كان يتوجّب على المرضى المشاركين في التقييم الأخير لعقار NTZ أن يشكون أقلّه من أعراض محدّدة يمتاز بها مرض الكوفيد-١٩ من قبيل الأعراض التنفّسيّة والتعب وغياب حاسّة الشمّ... هذه الأعراض ينبغي أن تكون قد ظهرت على المرضى منذ فترة لا تتعدّى 72 ساعة ودفعت بالمرضى إلى حيازتهم على نتيجة فحص PCR، التي أتت إيجابية لدى 94% من المشاركين. 

    من ضمن هؤلاء، توزّع 237 مريضا (62,7%) بطريقة عمياء وعادلة (بواسطة السحب العشوائي) على فريقين يتأفّف أعضاؤهما على الأقلّ من مؤشّر خطر واحد، من الوارد جدا أن يتطوّر إلى شكل حرج من مرض الكوفيد-١٩.  

    تمّت متابعة هؤلاء المرضى طيلة 28 يوما سواء كان من خلال الإشراف السريري على وضعهم، أو من خلال التحليل البيولوجي لفحوصاتهم الدموية لرصد الأجسام المضادّة والشحنة الفيروسية والاستجابة لمفعول دواء NTZ الذي أعطي عبر الأقراص الفموية ذات "التحرير الدوائي البطيء " (NT-300). هذه الأقراص الدوائية تؤمّن غطاءً علاجيا مستمرّا من دون حصول "فراغ تطبيبي" حينما تُؤخذ مرّتين في اليوم على مدار 5 أيّام. أعطي الدواء الوهمي بنفس الشروط التي أعطي بها دواء NTZ، أي مرّتين في اليوم طيلة 5 أيّام. 

    في نهاية المرحلة الثالثة من التجربة السريرية الأميركية على عقار NTZ، اتّضح للباحثين أنّ هذا العقار يتمتّع بتأثير مضاد لكافة البروتينات الفيروسية الرئيسيّة التي تتحرّر في الجسم عند العدوى بفيروس Sars-CoV-2. كما يستطيع تخفيض شحنة الطاقة ضمن الخلايا الملوّثة بالفيروس ويوقف تكاثرها. أضف إلى هذه الحسنات، يتمكّن عقار NTZ من إيقاف عمل السيتوكينيات المُحرِّضة على نشوب العاصفة الالتهابية Proinflammatory cytosine ويُفعّل دور السيتوكينات التي تقوم بمهام تهدئة بؤر الالتهابات المغذّية لاستمرار العاصفة الالتهابية. 

    أيضا، يتصّدى عقار NTZ لموقع متغيّر على سطح بروتين الشوكة Spike الذي يكون هو المسؤول عن ظهور التحوّرات الجديدة من فيروس Sars-CoV-2. 

    لتلخيص ما ورد آنفا، يخلق عقار NTZ بيئةً غير ملائمة لتطوّر فيروس الكورونا المستجدّ في الجسم. ويتخطّى هذا العقار ما تقدّمه عقاقير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة Monoclonal Antibody التي تُعطى عند بداية التعقيدات الخطيرة لمرض الكوفيد-١٩. سيتفوّق عقار NTZ على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لسببين : الأوّل لأنّ عائلة الأدوية الأخيرة يصل سعرها إلى 5 أو 6 أضعاف تسعيرة عقار NT-300 والسبب الثاني لأنّ تعاطيها ينجم عنه آثار غير مرغوبة وبارزة. 

    يعود الفضل في ابتكار جزيء NT-300 إلى الدكتور الفرنسي Jean-François Rossignol، الإختصاصي في الكيمياء والطبيب والمغامر العلمي والباحث الذي أَسّسَ شركة Romark في مدينة Tampa في ولاية فلوريدا في سبيل تطوير ابتكاراته الدوائية. إنّ الدكتور Jean-François Rossignol على قناعة وثيقة بأنّ إيقاف مرض الكوفيد-١٩ ينبغي أن يحصل بادىء ذي بدء ما إن تظهر الأعراض السريرية الأولى. بنظره، تمثّل هذه الاستراتيجية المفتاح الرئيسي للهيمنة على المرض وردع تطوّره وهي من أفضل الاستراتيجيات على الإطلاق. 

    ضيف حلقة اليوم البروفسور غسَّان دْبَيبو، رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت.  

    Wed, 28 Apr 2021
  • 130 - سابقة فرنسية: زراعة قلب حيّ دون الاحتفاظ به وسط الثلج

    في سابقة فريدة من نوعها ضمن الأراضي الفرنسية، تمكّن أطبّاء عاملون في المستشفى الحكومي في مدينة Rennes من المحافظة على نبضات قلب، طيلة  6 ساعات إلى حين النجاح في زراعته . في العادة بعد التبرّع بأعضاء المتوفّي لبنك وهب الأعضاء، يُستخرج العضو المعني ويوضع في الثلج بانتظار عملية الزرع. إنَّما ارتأى الأطباء الفرنسيون القيام، بعكس المعتاد، إذ قرّروا الإبقاء على القلب الموهوب كأنّه ما زال على قيد الحياة من خلال وضعه في صندوق طبّي يؤمّن له الارتواء بالدمّ وبالاكسجين. 

    هذه التقنية يعود الفضل في تطوير تكنولوجيتها للأميركيين الذين كانوا أوّل من نجحوا في تصوّرها وأعطوا تسمية للآلة التي تُنجزها : Organ Care System. وُضعت هذه التقنية حيّز التنفيذ في أستراليا وبريطانيا بادئ الأمر إلى حين دخولها إلى فرنسا منذ سنة تقريبا. 

    يُستخرج القلب في هذه التقنية حينما يكون المتبّرع ما زال قلبه ينبض بالحياة، على الرغم من وفاة دماغ الإنسان عقب حادث سير مباغت أو وفاة مفاجئة أخرى. ويُنْقَل القلب عبر السيارات الطبّية المُجهّزة بآلة Organ Care System  إلى حيث مكان عملية الزراعة، على وجه السرعة. 

    أمّا المكاسب التي يُحصّلها جرّاحو القلب من هذه التقنية فتشمل مكسبين رئيسيين هما : 

    ١- لا داعي لتعب إعادة تشغيل القلب حينما تكون المحافظة عليه من الاهتراء تمّت بواسطة وضعه في درجة برودة شديدة وسط الثلج. في آلة  Organ Care System، يظلّ القلب حيّا ونابضا بالحياة ولا يضطّر الأطبّاء إلى إعادة إنعاشه وتشغيله بعد التوقّف عن الخفقان، كما يحصل في التقنية الكلاسيكية لحفظ القلب وسط الثلج. 

    ٢- تطويل مدّة إمكانية حفظ القلب خارج جسم الانسان-المتبرّع : حينما يوضع القلب في الثلج، تظلّ صلاحية زراعته واردة بعد مرور 4 ساعات كحدّ أقصى. بينما حينما يُحْتفظ بالقلب وفق تقنية Organ Care System، تظلّ صلاحية زراعته واردة ما بعد مرور 6 ساعات على استخراج القلب من جسم الانسان-المتبرّع. 

    في بلدان كإنكلترا على سبيل المثال، نجح الأطباء بفضل آلة Organ Care System  في إنعاش قلب  ميّت كان توقّف كلّيا إثر وفاة المتبرّع، ما يُعتبر بشيء مذهل للغاية بعدما استطاع هذا البلد في رفع عدد زراعات القلب المُنفّذة كلّ سنة فيه. بغضّ النظر عن حالة القلب المسحوب للزراعة سواء كان ميّتا أو حيّا، يبقى العيب الوحيد لزراعة القلب، وفق شروط النقل بواسطة آلة  Organ Care System، هو سعرها الباهظ الذي يصل إلى 30 ألف يورو. يُضاف إلى هذه التسعيرة بدل أتعاب نقليات الفريق الطبّي الذي أجرى عملية استئصال القلب من جسم الإنسان-المتبرّع بأعضائه. 

    يُمكن الاستفادة من آلة Organ Care System لحفظ عدّة أعضاء بحالة الإنعاش الطبيعي من قبيل القلب والرئتين والكبد. من خلال هذا النهج الحديث المُتّبع لحفظ ونقل الأعضاء من لحظة استئصالها من الواهب إلى لحظة زراعتها داخل الإنسان، سيدخل الزرع إلى عصر جديد، دون التشكيك بفعالية تقنيات الحفظ التقليدية للأعضاء وسط البرودة الشديدة. 

    لقد حان الوقت لاستخلاص العبر والمراقبة والتوانٍ ما قبل الإشادة المُعظّمة بآلة Organ Care System التي تظلّ حديثة العهد ويبقى سعرها مكلفا مع قلّة المهنيين المُدرّبين على استخدامها، بالاستناد إلى ما جاء على لسان البروفسور  Erwan Flécher، رئيس الفريق الطبّي الذي تكلّلت جهوده بالنجاح في تطبيق زراعة القلب في مدينة Rennes وفقا لشروط نقل القلب الموهوب ضمن آلة Organ Care System. 

    ما هي أبعاد تمكّن الأطباء الفرنسيين من إبقاء قلب حيّ ونابض بالحياة خارج جسم الإنسان بعد عطاء الوهب ؟ هل ستصبح زراعة القلب في المستقبل قائمة على مدماكين معا، الأوّل زراعة القلب الصناعي والثاني زراعة القلب الطبيعي ؟ أو أنّ زراعة القلب الصناعي ستكون الركيزة الوحيدة وستطيح رويدا رويدا بزراعة القلب المأخوذ من واهب لصالح متلقّي؟ 

    أجاب عن هذه الأسئلة، الدكتور إليان سركيس، طبيب أمراض القلب والشرايين في منطقة النورماندي الفرنسية.  

    Tue, 27 Apr 2021
  • 129 - مهمّة Alpha إلى محطّة الفضاء الدولية ستنجز أكثر من مائة تجربة علمية خلال ستّة أشهر

    عدا عن أنّ محطّة الفضاء الدولية ISS تبرع في تدوير البول وتحويل المياه الآثنة إلى مياه صالحة لاحتياجات عطش روّاد الفضاء طيلة فترة إقامتهم، إنّها قاعدة لتطوير العلوم بهدف تحضير مهمّات غزو الكواكب البعيدة (الوصول إلى المريخ... ) وتحسين العلاجات المضادة لقهقرة وشيخوخة الدماغ وتفعيل الاكتشافات التكنولوجية على مصراعيها.

    عقب وصول مركبة Crew-2 Dragon إلى المحطة الفضائية الدولية، بلغ عدد رواد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية ١١ رائدا. سيعود الفريق الأول من مركبة Crew-1 Dragon المؤلّف من ٤ رواد فضاء إلى كوكب الأرض في 28 من شهر نيسان /أبريل 2021 ليبقى فيها ٧ رائدا فضائيا. 

    خلال الأشهر الستّة التي سيقضيها في الأوربت رجال الفضاء الأربعة الذين وصلوا ظهر السبت الفائت على متن مركبة Crew-2 Dragon إلى محطّة ISS، حيث تدور على بُعد 408 كيلومترا عن سطح الأرض، سيُنجزون ما يزيد عن 100 تجربة علمية. 

      رائد الفضاء  Thomas Pesquet الذي سيصبح القائد الفرنسي الأوّل في التاريخ المشرف على عمليات سيرورة التجارب العلمية وصيانة المحطّة الفضائية وتجهيزها بألواح لتوليد الطاقة الشمسيّة، سيعمل بمفرده على 10 تجارب علمية منها ما له علاقة بتحديث العلاجات الطبّية لشيخوخة الدماغ.  

    حسب ما جاء على لسان Thomas Pesquet قبل مغادرته الأرض، ستكون أعزّ تجربة علمية على قلبه هي اختبار وفحص الأدمغة الصغيرة mini-brains التي تمّ إنشاؤها في المختبر. سيفحص Thomas Pesquet تأثيرات "الشيخوخة السريعة" على العناصر الخلوية ضمن الأدمغة الصغيرة. إنّ البحوث الفضائية على هذه الأدمغة الصغيرة ستساعد علماء وكالات الفضاء في الاستعداد للمُهمّات الصعبة التي سيواجهها رواد الفضاء حينما سيمضون فترات طويلة في السفر إلى المريخ أو إلى القمر. كما أنّ البحوث المرتقبة في المحطة الفضائية الدولية على الأدمغة الصغيرة المركّبة في المختبر ستساعد لاحقا في إيجاد علاجات لمكافحة شيخوخة الدماغ وتجنّب أمراض دماغية-عصبية من قبيل الباركنسون والألزهايمر لدى الإنسان القاطن لكوكب الأرض، قبل أن يقطن في المستقبل وسط كواكب أخرى. 

    أمّا ثاني تجربة علمية مثيرة للحشرية سينفّذها Thomas Pesquet في الفضاء فستكون على كائنات وحيدة الخليّة Physarum Polycephalum المعروفة تحت مسمّى شائع أكثر ألا وهو Blob. لا تتمتّع كائنات Blob لا بفم ولا بمعدة ولا بعقل إنَّما تستطيع التنقّل وتناول الطعام وتتمتّع بقدرات تعلّم مذهلة وبمداواة جروحها حتى بعد قطعها إلى نصفين . سيجري Thomas Pesquet مثله مثل تلامذة 2000 مدرسة فرنسية نفس الأبحاث إنما هو سيدرس تصرفات 4 كائنات Blob وصلت إلى الفضاء مجفّفة وبحالة صامتة قبل أن تستيقظ من نومها عقب ترطيبها بالماء، وذلك بهدف معرفة كيفيّة تكيّفها مع الإشعاع وعوامل انعدام الجاذبية في الأوربت. علما بأنّ كائنات Blob التي تتواجد كاسفنجة صفراء في الغابات هي كائنات بدائية ظهرت منذ 500 مليون سنة ولا تنتمي لا لفصيلة النبات ولا لفصيلة الحيوان ولا لفصيلة الطحالب. إنّ مساعي فهم طرق تكيّف Blob في الفضاء ونموّها السريع، رغم أنها مكوّنة من خليّة واحدة، ستتوسّع بفضلها المعرفة العلمية المعمّقة للخلايا البشرية، على أمل إيجاد طروحات علاجية عصريّة لأمراض الانسان في المستقبل.  

    بخصوص ثالث تجربة علمية فريدة سيحقّقها Thomas Pesquet في الفضاء ستكون تجربة Lumina لدراسة قياس درجات الإشعاع الفضائي، في سبيل ابتكار ثياب خاصّة وملاجئ تجنّب حوادث "العواصف الشمسية" المباغتة التي قد تعطّل الأجهزة الإلكترونية ضمن المركبات الفضائية ويكون لها أَذًى كبيرا على صحّة روّاد الفضاء التواقين لزيارة كواكب بعيدة.  

    تمثّل الإشعاعات مشكلة كبيرة لروّاد الفضاء، إذ إنّ سكّان كوكب الأرض محميون بالغلاف المغناطيسي (المجال المغناطيسي الأرضي) والغلاف الجوي، ولكن كلّما ابتعدوا عن الأرض، تلاشت هذه الحماية.

    ثمة أمور بدأ للتو في فهمها الأطبّاء العاملون مع وكالة NASA، منها على سبيل المثال أمراض العين أو جلطات الدم التي يصاب بها بعض رواد الفضاء الأصحاء.

    يستطيع رواد الفضاء، على الأرجح، المشاركة في مُهمّتين أو ثلاث مهام، مدّة كل منها ستّة أشهر في محطة الفضاء الدولية من دون تسجيل أي تأثير ملحوظ على الصحة. 

    يهدف الباحثون الفضائيون إلى ضمان ألا يكون من يشارك في مهام فضائية معرّضاً أكثر من غيره لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة تفوق 3 في المائة. 

    قبل عامين، لاحظ رواد الفضاء علامات تجلط دم شعروا بها ولَم يكن أحد يتوقّع ذلك لدى الأفراد الأصحاء. لقد ساعدت هذه الجلطات الدموية الحاصلة في الفضاء في تسليط ضوء جديد على طريقة عمل جسم الانسان على كوكب الأرض. بات يستطيع روّاد الفضاء داخل المحطّة الفضائية الدوليّة تحليل الكريات الحمراء واستنتاج ما إذا كان لديهم ما يكفي من السوائل في أجسامهم، ورصد التغييرات التي تحدث في نظام دمّهم. 

    قام خبراء وكالة NASA بتجهيز المحطّة الفضائية الدولية بمعدّات تعمل بالموجات فوق الصوتية. إذا شعر رائد من رواد الفضاء بأعراض مثل الألم أو التورم، فيمكن لرائد فضاء آخر في الفريق إجراء فحص له بالموجات فوق الصوتية لتقييم ما إذا كانت حالة تجلط دم سريرية. 

    فلو كانت حياة رائد الفضاء أو صحته معرّضة لخطر فعلي، تتّخذ وكالة NASA قراراً بإجلائه. لحسن الحظ، خلال الأعوام الـ21 المنصرمة التي كانت فيها محطة الفضاء الدولية موجودة في الفضاء، لم يحصل ذلك إطلاقاً. 

    علما أنّ انعدام الوزن في الفضاء weightlessness يتمخّض عنه آثار أخرى على الصحة في الفترة الأولى من عيش رواد الفضاء في الأوربت. تكيّف سكّان الأرض مع الحياة بوجود جاذبية أرضية مقدارها 1 g. إذا غابت هذه الجاذبية، تستمر الأوردة الموجودة في القدمين في إرسال الدم إلى الرأس كما لو كان الشخص لا يزال في ظل جاذبية 1 g، لذلك يكون ثمة فائض من الدم في الجزء العلوي من الجسم. لذلك، نلاحظ في بعض الأحيان أن وجوه رواد الفضاء تكون منتفخة في بداية المهمة.

    في بداية الرحلة، يرصد رواد الفضاء، بشكل أساسي، أي علامات تشير إلى الإصابة بداء الفضاء الذي يحصل عند الانتقال من 1 g لمقدار الجاذبية  إلى 0 g. يواجه الدماغ صعوبة بسيطة في التعود على ذلك، وينتج جرّاء ذلك تضارب حسّي بين الأذن الداخلية وما تدركه العينان، ويمكن أن يتسبب ذلك بالغثيان.

    Mon, 26 Apr 2021
  • 128 - مبادرة Covax تُسلِّم سوريا أول دفعة من لقاحات الكورونا

    في وقت شهدت سوريا تسارعاً في وتيرة تفشّي فيروس الكورونا خلال الأسابيع الأخيرة واكتظاظاً في أقسام العناية المركّزة، تسلّمت الحكومة السورية البارحة أوّل دفعة من اللقاحات المضادة لفيروس الكورونا من قبل برنامج منظومة Covax، الذي يمدّ البلدان الفقيرة ومناطق النزاعات، حيث لا برامج وطنية للتحصين، بالعَتاد اللازم من جرعات اللقاحات.

    ضمّت الدفعة الأولى، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان، 203 آلاف جرعة وصلت إلى دمشق من لقاح أسترازينيكا بينما وصلت 53,800 جرعة أخرى إلى محافظة إدلب ومحيطها (شمال غرب سوريا) حيث سيطرة الفصائل المقاتلة. هذه الجرعات كان تمّ شراؤها من معهد الأمصال الهندي بواسطة منظومة كوفاكس.

    كانت وقّعت دمشق مطلع العام اتفاقاً للانضمام لمبادرة "كوفاكس" التي يسعى عبرها التعاون الثلاثي ما بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسف) والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "Gavi" إلى توفير، في مرحلة أولى، نحو مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا لتغطية احتياجات 3 بالمائة من سكان مناطق سيطرة الحكومة السورية وتلك الواقعة تحت نفوذ الأكراد (شمال شرق سوريا).

    إنّ الدفعة الأولى من شحنة اللقاحات اللازمة للشعب السورّي تتّجه للعاملين الصحّيين في الخطوط الأمامية، بمن فيهم العاملين الصحيّين في شمال شرق سوريا.

    في بيان مشترك، أعربت المنظمات الثلاث العاملة تحت لواء مبادرة Covax عن أنّ وصول الدفعة الأولى من لقاحات الكورونا إلى سوريا هي "بارقة أمل" للسوريين، وستساعد العاملين في مجال الصحة على مواصلة تقديم الخدمات المنقذة للحياة في ظلّ نظام صحّي يعاني أصلاً من الإنهاك، جراء عشر سنوات من الحرب.

     وتأمل المنظمات الثلاث ضمن مبادرة Covax أن يصار بحلول نهاية عام 2021 الى تلقيح 20 في المائة من سكان سوريا. وأكّد الشركاء الصحّيون الثلاثة التزامهم بضمان التوزيع المنصف للقاحات على الفئات المستهدفة في سوريا ودعم حملة التحصين المقبلة.    

    علما أنّ مناطق سيطرة الحكومة السورية كانت سجّلت منذ بدء الجائحة 51,580 إصابة بينها 1483 وفاة. إلا أن العدد الفعلي للإصابات قد يكون أعلى بكثير من الرقم المذكور، جراء محدودية اختبارات الكشف أو عدم توفّرها.

    كصورة شاملة لما حقّقته منظومة Covax لحدّ اليوم، قامت منذ 3 آذار/مارس الفائت، بتسليم أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاحات الكورونا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما قامت المنظومة، بالإضافة إلى ما زوّدت به سوريا، بتزويد ما مجموعه 18 دولة باللقاح، بما في ذلك إيران والعراق ولبنان ودولة فلسطين والسودان واليمن.

    لطالما دعا الشركاء الصحيون في مبادرة Covax إلى المساواة في الحصول على اللقاحات ما بين الشعوب وإلى تشجيع الدول الغنية على مشاركة الجرعات الإضافية لديها مع منظومة كوفاكس كي تتمكن من إيصال لقاح الكورونا إلى كافّة المحتاجين إليه في البلدان الفقيرة. 

    ضيفة الحلقة جولييت توما، المديرة الإقليمية للإعلام في مكتب اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

    Fri, 23 Apr 2021
Mostra altri episodi